هل تعلم أنك تساهم في نشر المحتوى التافه؟
في عصر أصبح فيه الوصول إلى المعلومات أكثر سهولة من أي وقت مضى، تزايدت وتيرة إنتاج المحتوى على الإنترنت بشكل غير مسبوق. لكن المؤسف أن نسبة كبيرة من هذا المحتوى باتت تفتقر إلى القيمة، وتعتمد في انتشارها على الترفيه الفارغ أو ردود الأفعال المصطنعة، دون تقديم فائدة حقيقية للمشاهد.
ورغم تذمّر كثير من الناس من انتشار هذا النوع من المحتوى، إلا أن الواقع يُظهر مفارقة عجيبة: نحن – كمستخدمين – جزء كبير من المشكلة.
كيف نُسهم – دون قصد – في نشر المحتوى التافه؟
قد تظن أنك بريء من دعم هذا النوع من المحتوى، ولكن الحقيقة أن بعض التصرفات اليومية البسيطة قد تجعل منّا أدوات فعّالة في نشره، ومنها:
- مشاهدة الفيديوهات التافهة حتى النهاية "من باب الفضول".
- التفاعل بالإعجاب أو حتى بالتعليقات الساخرة.
- مشاركة الفيديو مع الآخرين مع تعليق مثل: "شوف التفاهة دي!"
- متابعة صُنّاع هذا النوع من المحتوى لمجرد الضحك أو قضاء الوقت.
كل هذه التصرفات ترسل إشارات إيجابية إلى خوارزميات المنصات، فتقوم بدورها بترشيح هذا المحتوى لعدد أكبر من المستخدمين، وتزيد من انتشاره!
لماذا ينتصر التافه على الهادف؟
لأن المحتوى التافه غالبًا ما يُقدَّم بطريقة جذابة وسريعة، ولا يحتاج إلى تركيز أو تفكير، بينما المحتوى الهادف يتطلّب من المشاهد بعض الجهد العقلي والصبر، مما يجعله أقل تفضيلًا لدى شريحة كبيرة من المستخدمين، خاصة من يبحثون عن الترفيه السريع.
لكن هذا لا يعني أن الجمهور لا يقدّر المحتوى القيم، بل إن الكثير من صُنّاع المحتوى الجيد تمكنوا من النجاح بفضل دعم جمهور واعٍ يعرف ما يبحث عنه.
ما الحل؟ وكيف نُعيد التوازن؟
- ادعم المحتوى الهادف بالإعجاب والمشاركة والتعليق.
- تجاهل المحتوى التافه تمامًا، لا تشاهده ولا تتفاعل معه بأي شكل.
- ساعد غيرك على اكتشاف المحتوى الجيد عبر التوصية به.
- تذكّر أن كل نقرة وكل تفاعل منك له أثر في تشكيل خوارزميات المنصة.
في الختام
فكّر في الأمر للحظة: هل تُسهم – دون أن تدري – في نشر ما لا يستحق أن يُنشر؟
ابدأ من اليوم بتغيير بسيط في سلوكك الرقمي، فقد يكون له أثر كبير في دعم محتوى يستحق أن يصل.
فديو لمزيد من الشرح